في العمل أو في المنزل.. موظفو الشركة يعثرون على حلول لتجاوز الفترة الصعبة
تستمر الجائحة في الإلقاء بظلالها على مشهد الحياة، في حين تخطو المملكة والعالم بأسره خطوات حذرة نحو وضع طبيعي جديد. ومن خلال خطوات بسيطة، عثر موظفو أرامكو السعودية على طرق للمحافظة على صحتهم النفسية وتفاؤلهم حتى مع استمرار الجائحة في التأثير على جميع جوانب الحياة تقريبًا.
العناية بالزملاء في المناطق النائية
في حين أن العزلة قد تكون ظاهرة جديدة بالنسبة للموظفين في مراكز الأعمال الرئيسة، مثل الظهران والدمام ورأس تنورة، فإنها أمر مألوف بعض الشيء في حياة الموظفين المقيمين في المرافق النائية، مثل خريص أو تناقيب أو الشيبة أو محطة الضخ رقم 10. ومع ذلك، فقد تسبَّبت الجائحة في تعليق عديد من الأنشطة العادية هناك، مثل الأنشطة الرياضية والاجتماعية، كما أُغلقت صالات الألعاب الرياضية والمكتبات ومرافق الترفيه. وفي مواجهة التحدي، استجابت أرامكو السعودية بطرق حافظت بها على استمرارية الأعمال مع حماية أرواح الأفراد وسلامة المجتمعات.
وفي خريص، بدأ إغلاق أماكن التجمعات في الوقت الذي رفعت فيه الشركة الإنتاج لتصل إلى أقصى قدرة مستدامة تزيد عن 12 مليون برميل يوميًا لتلبية الطلب العالمي. وقد أجبر ضغط العمل الشديد، إلى جانب متطلبات العزل، الإدارة في خريص على اتخاذ خطوات إضافية للتأكد من حصول الموظفين على الدعم النفسي الذي يحتاجونه. وقد تفقدت الإدارة أحوال الموظفين بانتظام، وبذلت جهودًا إضافية لمنح الموظفين، الذين لم يتمكنوا من السفر خلال فترات الإغلاق، فترات راحة وأيام إجازة كافية للتعافي من نوبات العمل الطويلة. من جانبها، أبدعت بعض المناطق النائية طرقًا أخرى؛ ففي الشيبة، ساعدت مسابقة خفيفة الموظفين الذين اشتركوا فيها على المحافظة على التواصل من غرفهم.
الأُسر تجد طرقًا شتى للتكيف
من جانبها، طوَّرت الأُسر إستراتيجيات جديدة للمحافظة على الصحة النفسية لأفرادها. وبالنسبة لراشمي دلال، معلمة اليوغا في الظهران، كان ذلك يعني السفر داخل المملكة إلى مواقع بين الأحساء والرياض بدلًا من السفر إلى الخارج. لكن دلال اعتمدت أيضًا على بعض الإستراتيجيات المجربة، مثل المحافظة على التواصل الوثيق مع أفضل صديقاتها، واتباع بعض النصائح التي تقدمها للآخرين، مثل إنشاء روتين يومي والمحافظة عليه مع السماح بالأمور العفوية، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، والسعي وراء بعض الأهداف قصيرة المدى.
تقول دلال: «علمني هذا أن آخذ الأمور بروية أكثر، يومًا بيوم، وعدم أخذ أي شيء كأمر مسلم به؛ لأن ظروفنا يمكن أن تتغير في طرفة عين. وربما كان الدرس الأهم هو أن نترك الأشياء التي لا سيطرة لنا عليها، ونستمتع بحياتنا كل يوم غاية الاستمتاع».
التمرين والخَبز والتواصل
وفي المنزل، تتمثل إحدى الطرق المهمة التي يحافظ بها موظفو الشركة على سلامتهم النفسية في ممارسة الرياضة. تقول أندريا راضي: «بالنسبة لي، ألجأ إلى التمرين دائمًا. حين كنا في العزل لمدة 24 ساعة، كنت أتجول حول منزلي، وأتمرن في المرآب؛ فعندما أتحرك أفكر بشكل أفضل وأشعر بتحسن».
أما أدريان بيلير، فقد وافقت أندريا في الرأي لكنها أشارت إلى أن الجمع بين التمرين وصحبة الأسرة عزز قيمة النشاط.
تقول أدريان: «عندما بدأ كل شيء، كان لدينا مجموعة تدريب يحثُّ أعضاؤها بعضهم بعضًا على أداء التمارين. وخلال ذلك الوقت، كنت أمارس التمارين مع أُسرتي؛ لقد كان ذلك مفيدًا أثناء فترات العزل».
كما كانت بيلير أيضًا من بين مجموعة من الأشخاص الذين اعتادوا الخبز للمحافظة على الإحساس بالحياة الطبيعية، وهو أمرٌ توافقها فيه زينب عمران. تقول زينب: «كانت هناك ثورة في خَـبز الخميرة، لقد كانت علاجًا لحالات الإخفاق ولكل شيء تقريبًا!». وبالطبع، كان من بين أفضل الطرق التي حافظ بها الأفراد على صحتهم النفسية خلال الفترة العصيبة هو استخدام الوسائط الإلكترونية، مثل سكايب وفيسبوك، وشتى التطبيقات التي توفر التواصل وجهًا لوجه مع أشخاص على بعد آلاف الأميال.
وعندما أُغلقت الحدود في شهر مارس الماضي، كانت ليندا جو شيك في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت قلقة لأشهر على زوجها الذي ظلَّ يعمل في المملكة. وكان التحدث على الفيس تايم مرتين يوميًا، جنبًا إلى جنب مع عديد من المكالمات الأُسرية على تطبيق زوم، عونًا لأُسرتها في التغلب على مشاعر العزلة المؤلمة. تقول شيك: «كانت أحاديثنا حية كما لو كنت معهم».
وفي النهاية، عادت شيك إلى المملكة، حيث أعربت عن امتنانها لأرامكو السعودية التي سعت نحو جمع شمل الأُسرة.