بقلم سبتمبر 22, 2020
الحياة قبل جائحة كورونا تبدو مثل ماضٍ سحيق؛ وفي الوقت الذي نعود فيه تدريجيًا إلى حياتنا اليومية، ونتكيَّف مع واقعنا الجديد، ينبغي لنا أن نتأمل فيما مضى من هذا العام، وننظر إلى الجهود التي بذلتها المملكة والشركة للإسهام في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وبمجرد أن بدأت حالات الإصابات النشطة بالفيروس بالتزايد في مختلف دول العالم، بادرت وزارة الصحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة، وحشدت كل الموارد لتوعية أفراد المجتمع وحمايتهم، وذلك بهدف تسطيح منحنى الإصابات، ومساعدتنا في العودة إلى «وضع معتاد جديد».
وفي إطار مساندته لهذه الجهود، أطلق مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، في 27 من شهر يناير الماضي، حملة توعية متكاملة باللغتين العربية والإنجليزية، استنادًا إلى قائمة إجراءات الاستجابة للجائحة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
ومن أجل ضمان استمرارية الأعمال أثناء الجائحة، قام المركز بتفعيل خطة لاستمرار الأعمال، من خلال توفير مواعيد افتراضية للمرضى مع أطبائهم، وإنشاء مكتب مساعدة خاص بفيروس كورونا المستجد، يقوم عليه طاقم طبي معتمد ومتخصص يقدِّم الدعم الفوري لمن يحتاجه.
وفي سياق روح الاحتفاء بما أنجزه أبطال الصحة خلال الجائحة، نورد فيما يلي الجوانب الرئيسة التي تضمَّنت جهود مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي من أجل حماية مجتمعاتنا، والمحافظة على جودة الحياة.
1- نشر الوعي
أطلق مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي شراكة مع دائرة التدريب والتطوير من أجل تزويد المجتمع بالمعرفة اللازمة للوقاية من العدوى. وخلال ثلاثة أيام، أُطلقت ثلاث دورات للتعلُّم الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية حول فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى دورة لتقديم المساندة النفسية الأولية. وقد حظيت هذه الدورات بأكثر من 100 ألف مشاركة.
إلى جانب ذلك، يقدِّم المركز محتوى تعليميًا مطبوعًا ورقميًا، وعبر عدة لغات، من أجل تزويد جميع أفراد المجتمع بالمعرفة، كما ينهض بجهود التوعية عبر قنوات متعددة.
2- الرعاية والتباعد الاجتماعي
وفيما يرتبط بالرعاية الصحية والمواعيد، تسنى للمرضى حجز مواعيدهم مع أطباء الرعاية الأولية والنفسية من خلال منصة (ماي تشارت)، عبر كل من الفيديو والهاتف. ومنذ شهر مارس، تم إجراء أكثر من 83 ألف موعد عبر الهاتف، وأكثر من 7000 موعد عبر الفيديو.
كما أطلق المركز خطوط مساندة متعدِّدة لتقديم الدعم والرعاية للمرضى، يقوم عليها خبراء يقدمون المساعدة لأولئك الذين يبحثون عن إجابات لأسئلة ترتبط بالشأن الصحي والمساندة النفسية بشأن الفيروس، كما يلبُّون حاجاتهم للرعاية المتعلقة بسوء المعاملة الأسرية. ومنذ شهر مارس، تلقَّى المركز أكثر من 17 ألف مكالمة عبر خط الرعاية الطبية الخاص بالفيروس، فيما تلقى خط الدعم التمريضي أكثر من 40 ألف مكالمة.
ومن أجل سلامة المرضى ومراعاة إرشادات التباعد الاجتماعي، افتتح المركز في يونيو محطة لاستلام الأدوية لمستخدمي المركبات في الظهران، لتكون إلى جانب 24 موقعًا آخر متاحًا لاستلام الأدوية. ومكَّنت هذه المحطة المرضى من استلام أدويتهم التي يطلبونها عبر منصة (ماي تشارت)، مع التزامهم بأفضل الممارسات الخاصة بمنع العدوى.
3- تعزيز الصحة النفسية
من جانب آخر، أخذت خطط المشاركة الشاملة، التي وضعها مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، بعين الاعتبار حاجة الأفراد لمساندة تستهدف تعزيز الصحة النفسية أثناء هذه الفترة العصيبة. ووضع المركز مجموعة من الأدوات الإلكترونية الخاصة بهذا الجانب، لتعزيز قدرة الأفراد على التعامل مع الجائحة، ومن بينها دليل الإرشاد الخاص بالصحة النفسية، الذي يتوفَّر عبر الموقع الإلكتروني للمركز باللغتين العربية والإنجليزية.
4- الريادة في إجراء الفحوص
ومع بدايات اندلاع الفيروس في شهر مارس الماضي، افتتح مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي أولَّ محطة لإجراء الكشف عن الفيروس للأشخاص داخل مركباتهم في المملكة، وذلك في مرافق المركز في مدينة الظهران. وجُهِّزت المحطة لاستيعاب ما يقرب من 500 مستخدم في اليوم، لخدمة موظفي أرامكو السعودية ومقاوليها. وفي وقت وجيز عقب ذلك، جُهِّزت مراكز لفحص الأشخاص الراجلين، وأخرى لمستخدمي المركبات، وذلك في جميع المرافق التابعة للمركز.
وفي شهر أبريل، حصل مختبر المركز في الظهران على اعتماد وزارة الصحة لإجراء فحوص الكشف عن الفيروس داخل مرافقه بواسطة تقنية اختبار التفاعل المتسلسل للبوليمرات (بي سي آر)، وهي الطريقة المُثلى لفحص المصابين بالفيروس. وأدى تطبيق هذا الفحص داخل مرافق المركز إلى تقليل الوقت المستغرق للحصول على نتائج التشخيص بشكل كبير.
5- توفير مرافق حجر آمنة
وجهَّز مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي عدة مرافق حجر متخصصة اشتملت على 1243 غرفة، وبما يفوق حجم الاحتياج المتوقع. ويدير هذه المرافق أطباء متمرسون في العناية الأولية، ويعمل فيها فرق من مختلف التخصصات، لتوفير تجربة مريحة للموظفين وأفراد أُسرهم، وضمان المراقبة الملائمة والفحص المنتظم حسب تعليمات وزارة الصحة.
6- مدُّ يد العون
وأثناء فترة الإغلاق المؤقت للقطيف، أنشأ مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي عيادة أورام يعمل فيها موظفون من المركز، يمكنهم الدخول إلى السجلات الطبية الإلكترونية للمرضى، وذلك بهدف رعاية سلامتهم خلال تلك الفترة. واشتملت الخدمات التي تقدِّمها العيادة العلاج الكيماوي، ونقل الدم، وغسيل الكلى، وتقديم العلاج للمرضى الذين يعانون من حالات حرجة.
كما ساند المركز حملة المساعدة الإنسانية الدولية للجائحة التي أطلقتها المملكة، حيث أوكل المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، معالي الدكتور عبدالله الربيعة، إلى منظومة إمداد المركز مهمة توفير 17 ألف أداة من أدوات الطوارئ الطبية والإمدادات اللازمة للتعامل مع الجائحة، وبقيمة بلغت 361٫076٫679 ريال. وقد أنجز المركز هذه المهمة الطموحة خلال أربعة أيام عمل.
هذه الجهود هي مجرد أمثلة على ما قدَّمه مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي خلال الجائحة؛ والأكيد أن كلمات العرفان لا يمكنها أن تفي لمقدمي الرعاية الصحية حقهم، نظير ما بذلوه من تضحيات في سبيل توفير جميع عيادات المركز خدمات بمواصفات عالمية للموظفين وأفراد أُسرهم، ومن أجل المحافظة على سلامة الجميع.